31 oct. 2008

تعريف قبيلة أيت أومريبط

* * *
قبيلة أيت أومريبط
------------------------
قبيلة سوسية تقع على حدود القطر السوسي الجنوبي، وتحدها شرقا قبيلة إداوبلال، وشمالا قبيلة إداوجلال وقبيلة الدودرار وقبيلة إيكونان وقبيلة أيت بونوح وقبيلة إيسموكن وقبيلة أيت أوكرض وغربا قبيلة أيت حربيل، واتحادية قبائل أيت عثمان، وجنوبا وادي درعة، وهي موطن مدينتي أقا وفم الحصن
-----------------------------------
وفي تعريف آخر للرحالة الفرنسي فوكولد
أيت أومريبط الذين توجد على أراضيهم واحة أقا، متعددة الأفراد رحل يقطنون بين سلسلة جبال باني في الشمال وقبيلة إداوبلال في الشرق، ووادي درعة في الجنوب، وقبائل مختلفة في الساحل عند الغرب، وتنقسم هذه القبيلة الى عدة فخدات أقواها فخدة (أيت ويران) يحتلون الجزء الأكبر من الإقليم ويوجد تحت سيادتهم قصور أقا وتيزونين ونزك الحراطين ونزك السلام وتاداكوشت وايشت، وفيما مضى كان إخوان الشيخ حامد المستقر في تيزونين، والشيخ محمد المستقر في قباله، يسيران القبيلة، ثم توفي كلاهما وخلفهما أبناؤهما، ونظرا لبعدهم الجغرافي، فهم مثل القبائل السوسية الأخرى من حيث عدم خضوعهم للمخزن المركزي
-----------------------------------
قصور مدينة أقّا
تاكاديرت
تاوريرت
ارحال
القصبة
أكادير أوزرو
القبابة
أيت جلال
أيت بوفضايل
أيت عنتر
الزاوية : وفيها ضريح وليها الصالح سيدي عبدالله أومبارك
-----------------------------------
ويقول الرحالة شارل فوكولد عن مدينة أقا التي زارها سنة 1883م ما يلي
تتكون ساكنة أقا من خليط من الحراطين والشلوح، وللأولين الأسبقية العددية، وواحة أقا تحت سيادة أيت أومريبط منذ 40 سنة خلت، ولكل قصر حكومته الخاصة، ويسير القصر شيخ القبيلة، وشيوخ أقا وراثيون وهم أقوى من شيوخ تيسينت وطاطا، إنهم شلوح ومسقط رأسهم في المنطقة باستثناء شيخ القبابة فهو أحد شيوخ أيت أومريبط
ويقول الرحالة الفرنسي أيضا عن حالتها الاقتصادية في زمانه: توجد أقا في نفس ظروف طاطا التجارية، فقد كانت فيما مضى نقطة وصول قافلات الجنوب الصحراوي، فكان يتوافد على أسواقها الذهب والعبيد والجلود ومنسوجات بلاد السودان، ونمت صناعة محلية الى جوار الحركة التجارية الهامة، منها أن أقا كانت مشهورة بصناعة الحلي من الذهب والفضة، لكنها اندثرت الآن جميع مصادر الثروة، واليوم لا تجارة ولا صناعة ولا علاقات تجارية مع الجهات البعيدة، فهي واحة تعيش على أرباح منتوجات نخيلها كما هو الأمر بالنسبة لواحتي طاطا وتيسينت، لكن لا زال سوقان أسبوعيان يقامان هناك يرد عليها قليل من الناس وهما: سوق الأحد لتاوريرت، وسوق الثلاثاء لأرحال، وتحولت الحركة التجارية مصدر ثروة هذه الجهة سابقا الى تيندوف وتيزونين
وتتميز واحة أقا بمظهرها البشوش وطبيعتها الجميلة، حيث توجد بها أغلب أنواع الفواكه، وتنتج منها بكثرة التين والعنب والرمان والمشمش والخوخ والبندق والتفاح والسفرجل، إضافة الى التمور بأنواعه (بوزكري - بويطوب - والجهل - بوفقوس - بوسواير) وتسقى بساتينها بالعديد من القنوات المائية المتفرعة من وادي أقا الغني أيضا بأسماكه التي تصطاد خلال جميع فصول السنة
المصدر: كتاب التعرف على المغرب - ترجمة  ذ/ المختار بلعربي
---------------------------------------
ومن أعلام قبيلة أيت أومريبط
---------------------
أبومحمد عبدالله الأقّاوي
هو الشيخ الفقيه الولي الصالح الجامع الرئيس أبومحمد عبد الله بن المبارك بن علي ابن الولي الصالح أبي عبدالله محمد بن مبارك الأقّاوي، نسبة إلى أقّـا، بهمزة مفتوحة وبعدها قاف مشددة، بلدة بقبيلة أيت أومريبط، في سوس، ولد في ذي القعدة سنة 936هـ، ونشأ وتربى في بيئة علمية متميزة، أسهمت في تكوين شخصيته العلمية الفذة ونبوغه ونجابته، فهو ينتسب إلى أسرة علمية اشتهرت بالصلاح والورع والعلم، أنجبت الكثير من العلماء الذين تميزوا في العلوم الشرعية، منهم جده الأعلى العلامة سيدي محمد بن مبارك الأقاوي مرشد مؤسس الدولة السعدية أبوعبدالله القائم بالله السعدي، كما تتلمذ على أبرز مشايخ عصره، منهم: فقيه جزولة سيدي محمد بن إبراهيم بن عمر بن طلحة التمنارتي، والفقيه سيدي أحمد بن موسى بن المبارك السملالي، والفقيه الإمام أبومحمد سيدي عبد الله بن عمر المضغري1027هـ وغيرهم، وتبوأ مكانة علمية سامية، ورُزق من الذكاء والفطنة وحُسن الفهم ما فاق به معاصريه وأقرانه، وعلتْ شهرته، وذاع صيته، وطال باعه في المذهب المالكي، لذلك شُدّت إليه الرحال لطلب العلم من جميع سوس، فكان من أشهر تلاميذه الذين سمعوا منه وقرأوا عليه: سيدي يعزى بن موسى التاملي، وأبوزيد عبد الرحمن بن محمد التمنارتي (ت 1070 هـ)، وأبو العباس أحمد بن أبي بكرن وعُرِف بالسيرة الحسنة، ودماثة الخلق، والنبوغ العلمي، فأثنى عليه كل علماء عصره، فهذا تلميذه عبدالرحمن التَّمَنَارْتي يقول فيه: «شيخنا الولي الصالح الجامع الرئيس عبد الله ابن المبارك، كان من أعلام الدولة المنصورية ببلاد المغرب، انتهت إليه الرياسة بها في سياسة الأدب، معظماً عند ملوكها وعظمائها، مرجوعا إليه في حوادث الأمور عند نزولها واعترائها، ماضي العزم في تأنٍ وتؤدة، مستجم التدبير، سديد الرأي، كامل الفضل، متين العلم والدين، شديد العناية بمساعي القلب وصفاء الباطن، حسن السيرة ميمون المشورة، صادق الفراسة، له فطنة صادقة، ومروءة فائقة، ومآثر حسنة، وآثار في الأرض محمودة»، وقال فيه تلميذه يعزى بن موسى التاملي: «كان سبب اتصالي به أني سألت ببلدنا رجلا يعرف بالخير أن يريني وليا حيا، فقال لي: عليك بفلان بمراكش، فأخذت أهبتي إليه...».
  توفي الأقاوي، رحمه الله، في 21 من رمضان سنة 1015هـ
إنجاز: ذ. عبد الكريم بومركود.

 ------------------------------
محمد بن مبارك الأقاوي
المرشد الديني في بداية تأسيس الدولة السعدية خلال القرن 16م، فقد كان لهذا الشيخ سيدي محمد بن مبارك الأقاوي (نسبة إلى أقا وهي منطقة تابعة حاليا لإقليم طاطا) دور عظيم في تأسيس هذه الدولة، ورغم أهمية هذا الحدث التاريخي إلا أن الدراسات والأبحاث التاريخية تحاشت الخوض في تفاصيله، إما بمبرر شح المادة المصدرية وانعدام الوثائق المرجعية، وإما تحت تأثير إرادة تشاء أن تظهر الهوامش كأنه لا حظ لها في التحولات الكبرى التي عرفتها البلاد، ونرمي من خلال هذه المحاولة أن نقدم توضيحا حول معنى تأسيس الدولة السعدية من بلدة أقـا، وطبيعة دور الشيخ بن مبارك الأقاوي في ذلك، الذي اعتاد الكثيرون الحديث عنه باقتضاب وبنوع من الافتخار المطلوب طبعا لكن دون شرح وتوضيح، سيما أن المرحلة تقتضي القيام بهذا التوضيح، طالما بيننا بعض من يدبرون شؤون المنطقة دون الالتفاتة إلى ما لها من رصيد في التاريخ، وتتفق جل مصادر تاريخ المغرب في العصر الحديث على أن الشيخ محمد بن مبارك الأقاوي من مؤسسي أولى فروع الزاوية الجزولية بالجنوب المغربي، والتي تتصل بالقطب الصوفي سيدي محمد بن سليمان الجزولي، وبهذا الانتماء تكون الصورة التي يمكن نسجها عن شخصية الأقاوي، هي كونه ذلك الصوفي التقي الورع المنغمس في الروحانيات وفقه الباطن، لكن بين كتاب التاريخ من ينعته بألقاب تنهل من السياسة من قبيل الأمير والسياسي، ونجد هذا الوصف عند الحسن الوزان (ليون الإفريقي) في كتابه وصف إفريقيا، ومحمد حجي في مؤلفه الحركة الفكرية بالمغرب في عهد السعديين، وأمام هذين الوصفين أجدني مضطرا كما يفرض علينا المنهج بداية أن أطرح سؤالا بديهيا، هل كان للأقاوي اهتماما بالسياسة؟ و أكثر من ذلك هل كان لديه طموح لإنجاز مشروع سياسي في تلك الفترة؟ وإن كان ذلك في حكم المؤكد فما طبيعة هذا المشروع وما حدوده وامتداداته؟، وحسب المعطيات التاريخية المتاحة فإن العمل السياسي للشيخ محمد بن مبارك الاقاوي بدا جليا منذ سنة 915 هـ (1509 م)، و في مضمون الحكاية أن وفدا يمثل قبائل سوس اتصل بالشيخ في زاويته بأقا، و نفهم من خلال ما ورد في كتاب المغرب في عهد دولة السعديين للأستاذ عبد الكريم كريم أن الغاية من هذا الاتصال هي، تقديم طلب من قبائل سوس للشيخ الأقاوي للقيام بأمرها وتوحيد صفوفها، وأول ما يمكن الانتباه إليه عند تأمل الحدث أن المبادرة السياسية هاته لم تكن من طرف الأقاوي، بينما ارتبطت بالقبائل السوسية، و يعني ذلك أنه لم يكن إلى حدود ذلك التاريخ يحدوه أمل بتحقيق انجاز سياسي كبير، و لم يكن يشتغل من أجل تحقيقه مشروع من هذا الطراز، وحتى لا تبقى صلة الشيخ بن مبارك الأقاوي بالفعل السياسي محل شكوك، نطرح بالموازاة سؤالا آخر حول حدث لقائه بوفد قبائل سوس، وهو تساؤل ملح و ضروري، لماذا وقع الاختيار على الأقاوي دون غيره من شيوخ و علماء التصوف الجزوليين الذين كانت تعج بهم مناطق سوس و درعة و جزولة؟ إذا حسمنا أن الأقاوي لم يكن يملك مشروعا سياسيا إلى حدود بداية القرن 16 م، فلا يعني ذلك أن نطعن في حسه السياسي و كفاءته، أو نقصا في تجربته في إدارة الخلافات وحل المعضلات، فجل المصادر التاريخية التي تحدثت عنه تؤكد كونه استطاع الحد من الفتن الداخلية وتحقيق الصلح والسلم الاجتماعي بقبائل أقا والمجال الجغرافي القريب منها، و بالنظر لطبيعة تلك المرحلة والظرفية التي كان يعيشها المغرب، المتسمة بضعف الحكم المركزي و عجز الوطاسيين عن فرض سلطتهم بسوس والجنوب، فإن الفرصة كانت متاحة للمصلحين الاجتماعيين و شيوخ التصوف للقيام بهذا الدور، وفرض الاستقرار بمجال هم أدرى بخصائصه و طباع أهله، فقد كان ذلك كافيا ليحظى بن مبارك الأقاوي بتقدير من طرف السوسيين الذين قصدوه، كشخصية تمتاز بذكاء اجتماعي و وعي سياسي، و قائد له القدرة على توحيد صفوف القبائل المتنازعة و المختلفة، و يبدو كذلك ضروريا التساؤل لماذا قبائل سوس لوحدها هي من بادرت للقاء الشيخ الأقاوي دون غيرها من القبائل القريبة من أقا و الكثيرة أو حتى في درعة مثلا؟ فالمؤرخ المغربي محمد حجي يروي أن شيخا آخر من المتصوفة الجزوليين يدعى بركة بن محمد التيدسي (نسبة إلى قرية تيدسي قرب تارودانت)، كان يتزعم هذه القبائل و "يشرف على أعمال المجاهدين الذين يباكرون البرتغاليين و يراوحونهم بمنطقتي فونتي و ماسة في مناوشات لم تستطع ردع المسيحيين"، و المستفاد من هذا الخبر أن هذه القبائل لم تتوجه للاستعانة بالأقاوي إلا بعد فشل التيدسي في مواجهة القوات البرتغالية التي كانت تحاصر سواحل سوس، و بالتالي يكون هذا الاتصال مفروضا تحت الضغط، و قد يكون بإيعاز و أمر من بركة التيدسي لتطوير التنسيق بين فروع الزاوية الجزولية، وهناك قضية أخرى مثيرة في لقاء قبائل سوس بمحمد بن مبارك الأقاوي، و هي إحجام هذا الأخير عن تولي أمر قيادتها، وستظهر التطورات اللاحقة لهذا الحدث أن اللحظة كانت مهمة للأقاوي قصد التفكير في مشروع سياسي ضخم يتجاوز حدود سوس، فلم يكن هذا الاحجام يعني رفضا مطلقا، ففي هذه السنة أي 915 هـ حسب ما تتضمنه ثنايا المصادر التاريخية، استدعى بن مبارك إلى زاويته في أقا أحد شيوخ زاوية تكمدارت بنواحي درعة، و أطلعه خلال هذا اللقاء على آخر التطورات السياسية بسوس، كما يستشف أن المرحلة كانت للتشاور و التعبئة و وضع الأسس الأولى لبناء مشروع سياسي وطني، ففي السنة الموالية 916 هـ ترأس الشيخ بن مبارك الاقاوي تجمعا جديدا بزاويته بأقا، تم فيه التراضي بعد اقناع قبائل سوس بمبايعة شرفاء درعة و تكمدارت، ونظم تجمعا آخر في نفس السنة بقرية تيدسي، بويع فيه رسميا أبو عبدالله القائم بأمر الله السعدي أميرا للجهاد بعد تزكيته من طرف العلامة محمد بن مبارك الأقاوي، و بذلك يكون دور هذا الأخير جليا في بداية الجهاد السعدي وتأسيس دولة السعديين، ليس تنظيرا، لكن اقناعا وتخطيطا، كما أن فكرته بتوحيد مناطق الجنوب الرئيسية أي حوض درعة وجبل باني ثم قطر سوس، كان منطلقا لتحقيق وحدة البلاد ككل، بالتحكم في الفوضى التي عمت الجنوب يسهل توحيد باقي أطراف المغرب، كما أن التكامل في أدوار الزوايا الثلاث كان حسب رؤية الأقاوي ضروريا ليتحقق مشروع تأسيس الدولة، فإذا كانت تيدسي نموذجا للجهاد والدور العسكري، فإن أقا كانت رمزا للسلطة الروحية والصلح الاجتماعي، في حين يمكن اعتبار تكمدارت علامة على الزعامة السياسية، ومختصر الكلام أن الشيخ محمد بن مبارك الأقاوي بعد استنجاد قبائل سوس به كان يفكر بمنطق مصلحة البلاد، واستطاع بحسه الوطني الوحدوي المساهمة في تأسيس دولة ارتقت إلى مصاف الأمم العظمى في القرن 16 م، وساهم في استمرار الدولة المغربية الموحدة التي أنقدها من التمزق السياسي والتناحر القبلي، والتي امتدت حدودها الامبراطورية إلى بلاد السودان في عهد المنصور الذهبي
----------------------
إعداد: عبد القادر أولعايش














* * *
*

Aucun commentaire: