26 févr. 2008

كلمة المؤرخ ابن خلدون

* * *
يقول العلامة ابن خلدون متحدثا عن القبائل الأمازيغية ومعددا لمحاسن أخلاقهم ومنوها بمناقبهم، ومن ضمنها قبائل سوس، التي كان حضورها في الجهاد والحروب يجلب النصر للوطن والفوز للمخزن، وخير دليل على ذلك اتخاذ ملوك المغرب من أهل سوس جيشا قائما بذاته، يعرف بجيش أهل سوس، وهو عبارة عن قوة عسكرية شديدة، لا يستدعيها السلاطين إلا في الحروب الكبرى والمعارك العظمى، كمعركة الزلاقة ومعركة العقاب ومعركة وادي المخازن وقد أبانت في ميادين القتال عن بسالتها وانتصاراتها التاريخية على أعداء الوطن عبر التاريخ، وفيما يلي مقتطفات مما كتبه هذا المؤرخ الكبير
-------------------
يقول عنهم في الفضائل
-------------------
وأما تخلقهم بالفضائل الانسانية وتنافسهم في الخلال الحميدة، وما جبلوا عليه من الخلق الكريم، مرقاة الشرف والرفعة بين الأمم، ومدعاة المدح والثناء من الخلق، من عز الجوار وحماية النزيل، ورعي الاذمة والوسائل، والوفاء بالقول والعهد، والصبر على المكاره، والثبات في الشدائد، وحسن الملكة، والاغضاء عن العيوب، والتجافي عن الانتقام، ورحمة المسكين، وبر الكبير، وتوقير أهل العلم، وحمل الكل، وكسب المعدوم، وقرى الضيف، والاعانة على النوائب، وعلو الهمة، واباية الضيم، ومشاقة الدول، ومقارعة الخطوب، وغلاب الملك، وبيع النفوس من الله في نصر دينه، ولهم في ذلك آثار نقلها الخلف عن السلف لو كانت مسطورة لحفظ منها ما يكون أسوة لمتتبعيه من الأمم، وحسبك ما اكتسبوه من حميدها، واتصفوا به من شريفها، أن قادتهم الى مراقي العز، وأوفت بهم على ثنايا الملك، حتى علت على الأيدي أيديهم، ومضت في الخلق بالقبض والبسط أحكامهم
------------------
يقول عنهم في الشرائع
------------------

وأما إقامتهم لمراسم الشريعة، وأخذهم بأحكام الملة، ونصرهم لدين الله، فقد نقل عنهم من اتخاذ المعلمين لأحكام دين الله لصبيانهم، والاستفتاء في فروض أعيانهم، واقتفاء الأئمة للصلوات في بواديهم، وتدارس القرآن بين أحيائهم، وتحكيم حملة الفقه في نوازلهم وقضاياهم، وصياغتهم الى أهل الخير والدين من أهل مصرهم، التماسا للبركة في آثارهم، وحسن الدعاء من صالحيهم، مما يدل على على رسوخ ايمانهم، وصحة معتقداتهم، ومتين ديانتهم
------------------

يقول عنهم في الكرامات

------------------
وأما وقوع الخوارق فيهم وظهور الكاملين في النوع الإنساني من أشخاصهم، فقد كان فيهم من الأولياء المحدثين أهل النفوس القدسية، والعلوم الموهوبة، ومن حملة العلم عن التابعين ومن بعدهم من الأئمة، ما يدل على عظيم عناية الله بذلك الجيل وكرامته لهم، بما آتاهم من جماع الخير وآثرهم به من مذاهب الكمال، وجمع لهم من مفترق خواص الانسان

* * *
المصدر : كتاب ابن خلدون

* * *

-----------------------------------
تقديم : محمد زلماضي المزالي
------------------------------------

* * *

رجــوع------------------------------------

* * *

***

Aucun commentaire: