قبيلة سوسية تقع مجالاتها في الجنوب الشرقي
لسوس، وتحدها شرقا قبيلة أيت تيكني وأيت أومريبض، وجنوبا قبيلة أيت أوسا، وغربا
قبيلة اد ابراهيم التابعة لاتحادية قبائل أيت النص، وشمالا فرقة أيت علي التابعة
لاتحادية قبائل مجاط،
وتختلف الروايات حول أصل قبيلة أيت حربيل
ويسبهم أغلب المؤرخين الى القبائل اللمتونية والكدالية الصحراوية، انتقلوا لسوس في
جائحة الطاعون الذي ضرب الصحراء عام 1349م.
وقد استطاعت قبيلة أيت حربيل فرض استقرارها
في مواطنها الحالية بسوس عن طريق التكتل داخل حلف تاحكات المضاد لحلف تاكوزولت،
واستطاعت الصمود أمام قبائل الشرك وأهل جبال باني الغربية
ولا يعرف بالضبط التقسيم المورفولوجي القبلي
لأيت حربيل لانها غير محددة بالدقة المطلوبة، الا ما يعرف عن الفرع القاطن بقصبة
أيت حربيل بتامنارت.
وفي القرن 14م ظهر بسوس ثائر يدعى (أمنصاك) الذي
كان قائدا من قياد المرينيين الذي خرب مدينة تامدولت، وارتباط قبيلة أيت حربيل مع
هذا القائد في أصوله ان كان حربيليا أو مجاطيا حسب رواية أخرى، فهو محاولة من
القبيلة لاثبات كيانها ومحو عبارة الدخلاء التي يوصفون بها.
وفي معاهدة تكاوست المبرمة مع الاسبان عام
1499م لم يرد فيها اسم قبيلة أيت حربيل بين باقي القبائل السوسية، واقتصر فيها ذكر
القبائل المجاورة لها أهل تامنارت وأهل ايفران فقط، مع الاختلاف حول اسم تكاديرت
الواردة في المعاهدة هل الحربيلية أم التمنارتية.
وللعلم فإن أيت حربيل شاركت بكتيبة من جيش
السعديين فرفقت السلطان ابوالعباس احمد الاعرج السعدي الى مراكش بعد استقراره في
تامدولت أوقا زهاء سنتين، وأسسوا في حوز مراكش الفرع الحربيلي المعروف هناك.
وفي عام 1580م مر السلطان احمد المنصور
السعدي بقصبة أيت حربيل في رحلته التاريخية الى بلاد جزولة، وسجل في ديوان قبائل
سوس أيت حربيل بـ200 سرجة أي ما يقارب 100 كانون.
وبعد هذه المحلة الملكية استولى الحربيليون
على (أكادير نأيت علي) بواحة تمنارت الذي كان للسموكنيين، المخصص للمراقبة وتخزين
المدخرات، كما عمروا منطقة (تيزلمي).
وفي فترة سيطرة ابودميعة السملالي على بلاد
سوس وتقهقر حلف تاحكات الذي ينتمي اليه الحربيليوم أمام حلف تاكوزولت التي تزعمه
السملاليون.
وفي عام 1670م ومع صعود العلويين لسدة الحكم
في المغرب تحولت القوة لصالح الحربيليين.
وفي عام 1700م استمال الحربيليون القاطنيتن
بالقصبة الامير محمد العالم بن السلطان مولاي اسماعيل للسيطرة على قرية أكرض مقر
قيادة تامنارت وتولى الرئاسة فيها حلفاؤهم المرابطون من ذرية الشيخ امحند اوبراهيم
التامنارتي، بنما امتد نفوذ أيت حربيل على باقي قرى وادي تمنارت.
وحوالي عام 1708م استطاع الكثيريون العودة
الى أكرض من جديد حتى أمر السلطان القائد الحسن الحربيلي أن لا يتعرض لها ولا
ينازعها في أملاكها.
وفي عام 1898م انحصر الحربيليون في مجالهم
الاصلي بعد أن دفعهم رؤساء ايليغ حتى منعهم من توسيع حدودهم على حساب تراب
الكثيريين.
والى غاية عام 1910م حددت حروب ومصادمات كثير
بين الحربيليين وجيرانهم على مواقع استراتيجية على الضفة اليمنى لوادي تامنارت وهي
(ايغير ملولن – ايشت – ايكواز).
ويلاحظ أن أيت حربيل تكبدت خلال تاريخها
الحربي مع القبائل المجاورة، خسائر بشرية أثرت على نموها الديمغرافي ووضعها
الاجتماعي، بالرغم من تدخل بعض الشخصيات الرئايسية والدينية لفض نزاعاتهم أمثال
القائد محمد بن حمو التامنارتي (المتوفى عام 1293هـ)، والهاشم بن علي الايليغي
وغيرهم
واستمر التوتر القبلي حتى دخول الفرنسيين
للمنطقة الذي نتج عنه ضعف حلف تاكوزولت اثر هزيمة زعيم ايليغ الحسين اوهاشم أمام
القائد سعيد الكيلولي عام 1900م، وانتقل الصراع من تامنارت الى قبيلة مجاط زعيمة
الحلف آنذاك أثناء نزاعها مع الجراريين المدعمين من طرف الجيش المخزني بقيادة
القائد محمد أنفلوس الحاحي، ثم نزاعها مع القائد المدني الاخصاصي.
وفي القرن 20م أصبحت حدود قبيلة أيت حربيل
تسامت قبائل أيت تيكني – أيت عبدالله اوسعيد – مجاط ايفران – ادابراهيم – أيت أوسا
– أيت أومريبط.
وفي فترة الاحتلال الفرنسي وضعت قصبة أيت
حربيل تحت اشراف القبطان الفرنسي المتمركز في فم الحصن مع بلاد تمنارت وادخال
الجميع في إيالة أيت اينوس واد ابراهيم.
وفي الجانب العلمي فقد نشطت الحركة العلمية
في مدارس شهيرة بين قرى أيت حربيل ومنها (القصبة واداي) ومعها الحركة الصوفية في
زاوية الشيخ علي بن احمد الالغي، وأعلامهم مندمجون مع السموكنيين وأيت عبدالله اوسعيد
وعالبا ما يعتمدون نسب هذه القبائل.
---------------------------------
ومن معالم القبيلة
قصبة أيت حربيل
تقع على الضفة اليمنى لوادي تمنارت على مقربة
من قرية أكرض بتامنارت، ولا يعرف تاريخ بنائها، وقد برز ذكر هذه القصبة مع بداية
الاحداث وتوتر العلاقات مع الجيران.
وقد أقيمت هذه القصبة على ربوة تشرف على قرية
أكرض، يطلق عليها اسم تكاديرت، ويخترقها خندق سري وبجواره نطفية للتزود بالماء
أثناء الحصار، وتحتوي البناية على أبراج للمراقبة، لا تفارقها ليل نهار كتيبة من
الحراس الحربيليين، تربو على 15 حارسا، وبقي على تلك الحال حتى دهمته جيوش
الاحتلال الفرنسي عام 1933م.
وكان موقع القصبة معدا لمراقبة بسيط تغزارين
الذي استغله مالكوه الكثيريين خلال القرن 17م، ومراقبة جنان عين تيملت المحاذي
للربوة.
وقد زارها المؤرخ شارل فوكو عام 1883م، وعدد
ديارها بـ 200 دار، مما يعادل عدد ساكنة أكرض.
وعندما زارها المؤرخ المختار السوسي عام
1943م وجد فيها 100 كانون فقط بسبب نقص المياه في الآبار.
وقد تجدد سكان القصبة مع رجوع المرابطين
اليها وهم حفدة الشيخ محند اوبراهيم التامنارتي بعد تورطهم مع خصومهم، وبعد تدخل
الشيخ الصالح الحسين الشرحبيلي، ثم سكنت خارج القصبة عام 1841م
ويوجد في داخل القصبة مسجدين خصصت لتعليم
القرآن ومن أشهر فقهائها الفقيه الصوفي محمد بن ابراهيم بن احمد مفتي ومقدم
الطريقة الدرقاوية بالمنطقة.
ومن رؤساء قصبة أيت حربيل عبدالسلام بن محمد
بن عبدالرحمن في القرن 19م الى أن شاخ فخلفه ابنه الطاهر بن عبدالسلام، أما الحفيد
الهاشم القصبي فقد كان قائدا على إيالة تشمل ايغيرولولن – ايكواز في عهد الاحتلال
الفرنسي، كما كان عبدالرحمن بن عبدالله على رأس القصبيين الذين ساندوا شيخ أيت
وابلي، محمد أزنكض في نزاعه مع قائد أقا الحسن بن ابراهيم بن بلعيد الذي اعتمد على
عتاد الفرنسيين، وقد مهد هذا النزاع الطريق لاحتلال القصبة عام 1934م، وسجن عبدالرحمن
بن عبدالله بتارودانت في سجن كلميم.
المصدر : معلمة المغرب – بحث ذ/ شفيق الرفاك


Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire