هو ادريس بن الحاج محمد بن علي بن سعيد أمنو وطنا الوزاني أصلا، نسبة لقبيلة (اداومنو) بشتوكة ببلاد سوس، نزح جده سعيد من وزان الى بلاد سوس واستقر بقبيلة اداومنو من شتوكة، ثم توجه حفيده الحاج محمد الى الديار المقدسة للحج، وهناك سمع الدولة العثمانية تطلب جنودا للجهاد، فانخرط في جيشها، الى ان أصبح ضابطا ضمن الجيش العثماني المبعوث الى طرابلس الغرب بليبيا، ثم انتقل الى المغرب بعد ان علم أن السلطان مولاي عبدالرحمن العلوي شرع في تنظيم الجند على الطرق الحديثة، اثر معركة ايسلي عام 1844م، ونال رتبة القائد الاعلى، وبحكم قربه من السلطان تزوج امرأة عريفة بالقصر الملكي بفاس، وهي من مرضعات الامير مولاي الحسن الاول في صغره، فأنجب منها ابنه ادريس عام 1875م.
ثم اختلف مع
الوزير موسى بن احمد البخاري، فنفى الحاج محمد أمنو الى تطوان، وبقي ابنه ادريس مع
أمه في قصر فاس، ونشأ مع الأمراء ومنهم مولاي عبدالحفيظ الذي صاحبه ولازمه، ودرس
معه في زاوية الشراردة ببلاد احمر، مع تعليم الفروسية والسباحة في شواطئ أسفي
وبعد وفاة السلطان
مولاي الحسن الاول، وتولية السلطان مولاي عبدالعزيز، لازم خليفته مولاي عبدالحفيظ في
تادلا في حله وترحاله، حتى ار مستشاره الخاص.
ولما تولي السلطان
مولاي عبدالحفيظ الحكم، أصبح ادريس أمنو مستشارا خاصا واحب سر السلطان، تسند اليه
أكبر المهام.
فهو الذي نفذ حكم
الاعدام في المدعو بوحمارة، وهو الذي ألقى القبض على أبناء حمو باشا مكناس بعد
اكتشاف مؤامرتهم ضد السلطان، وهو الذي كان يفاوض زعماء القبائل في سبيل تثبيت أمر
السلطان للقيام ضد الفرنسيين، وأول مسؤولية تولاها هي باشوية مكناس، ثم أعفي ليرجع
الى خدمة السلطان، ثم عين على باشوية مراكش بعد ان عزل السلطان مولاي عبدالحفيظ
عنها الحاج التهامي الاكلاوي، ثم عين أمنو خليفة مفوضا عاما للسلطان في الجنوب،
وكان من بين مساعديه القائد الناجم الاخصاصي الذي عينه على قبائل سوس، وكذا القائد
كابا الذي عينه على تارودانت، كما عين حمو الاكلاوي قائدا رسميا بتلوات ضدا على
عميه المدني والتهامي
وفي مراكش كان
يتصل سرا بقنصل ألمانيا لتبليغه معارضة السلطان للسياسة الفرنسية واحتلالها
وفي ولايته على مراكش
دخلها الشيخ احمد الهيبة ثائرا على الفرنسيين وحاول تهدئته وتقريب القادة الاكلاوي
والعيادي والناجم وغيرهم، كما عمل على ابعاد الفرنسيين من مراكش حتى لا يتعرضوا لهجوم
المغاربة.
وبعد احتلال
الفرنسيين لمراكش، عزلوا ادريس أمنو، وعينوا مكانه التهامي الاكلاوي باشا مراكش،
ثم نفت ادريس امنو الى مكناس وقى بها 4 سنوات، ثم أفرج عنه بتدخل من صديقه بليك الانجليزي،
فذهب الى سطات ثم مراكش
ثم حول اهتمامه
الى تحفيز زعماء القبائل أمثال محمد اوحمو الزياني على الثورة ضد الفرنسيين، وبعد
رفع الرقابة الفرنسية عنه رجع الى الاتصال مع الشخصيات البارزة ومنهم الصدر الاعظم
المقري والحاج المقري ومحمد البشير الابراهيمي والعقيد الحاج سليمان.
توفي في مراكش عام
1963م عن سن تقارب التسعين ودفن بضريح سيدي لحسن اوعلي بحومة باب دكالة.
------------------------------------------
المصدر : كتاب معلمة
المغرب مبحث الاستاذ احمد شوقي بينبين
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire