قبيلة المنابهة
-------------------------
قبيلة سوسية تقع بدائرة تارودانت، وتنقسم الى بطون وهي
الدير - ويكلي - المخاتير - أولاد عبدالله - أولاد برحيل - الطالعة - تامازت
-----------------------------------------
ومن الأعلام المنتسبين أصلا لهذه القبيلة
-----------------------------------------
-----------------------------------------
المهدي بن العربي المنبهي
وفي تعريف آخر لقبيلة المنابهة عند الأستاذ الشابي قائلا :
عند ابن خلدون أن قبيلة المنابهة احدى بطون عرب معقل ،
دخلوا المغرب في دفعتين كبيرتين:
أولاهما : على عهد الخليفة عبدالمومن الكومي الموحدي
(1130-1163هـ) مؤسس دولة الموحدين
وثانيهما : أيام حفيده الخليفة يعقوب المنصور الموحدي
(1184-1199هـ)
بعد أن تبين أن الأمن والاستقرار لن يعما مواطن سكناهم
ونجعتهم في المغرب الأدنى (تونس) إلا بإجلاء قبائل حكيم وبني هلال ومعقل ،
وترحيلها بعيدا عن هذه الديار، وهكذا جيئ بالكل الى المغرب الأقصى، فأنزلوا في
سهوله الأطلسية، وبالخصوص في الغرب والشاوية ودكالة، حيث تسهل مراقبتهم وضبط
شؤونهم والتحكم فيهم، وسعيا في استمالتهم واستخدامهم في قضاء أغراض الدولة، ففتح
أمامهم باب الانخراط في الجيش الرديف، فأقطعوا أراضي هنا وهناك، وتم إعفاؤهم من
أداء الضرائب والقيام بالوظائف والكلف والمغارم المفروضة على عموم القبائل.
ويبدو أن عددا من هذه العشائر والجماعات القبلية ومن
بينها قبيلة المنابهة لم يطب لها المقام في هذه الأوطان، فتابعت رحلتها نحو
الجنوب، لتنتشر فيما بعد في سوس وحوض درعة وتافيلالت والصحراء في اتجاه الساقية
الحمراء.
وقد جاء عند مارمول قوله : يقيم أولاد المنبهي في نفس
الصحراء المقابلة لسجلماسة، وهم سادة مطغرة والرتب من أقاليم نوميديا (الجزائر)،
وهم كذلك في غاية النباهة والشجاعة.
وتفيد المصادر أن عدد الوافدين على منطقة سوس من قبائل
بني معقل قد ازداد في العهود الموالية، بانتشار أفواجهم في ربوعها.
وهكذا طاب المقام لقبيلة المنابهة في حوز مدينة
تارودانت، بل أدمجوا في كيش السلطان، بعد أن ناصروا دعوة السعديين الذين استطاعوا
إذكاء الحماس في نفوس سكان هذه الربوع الجنوبية السوسية، وحشد هممهم وجعلهم
ينخرطون في حركة جهاد عارمة ضد البرتغاليين، والعمل على تحري الثغور والمراسي التي
تمكنوا من احتلالها لما لم يجدوا من يصد هجماتهم، ويدافع عن حوزة البلاد.
ولاشك أن استقرارهم في ناحية مراكش يرجع الى هذه السنوات
الأولى لتولي السعديين الأمر بالمغرب، إذ يذكر الباحثون أن المنابهة هم أحد الفرق
التي صارت تكون كيش أهل سوس الى جانب قبائل أولاد مطاع وزرارة وحمير وأولاد جرار
والشبانات، وقد وطن السعديون الأوائل جميع هذه القبائل والعشائر في حوز مدينة
مراكش، وأقطعوهم أراضي فلاحية يتولون حرثها واستغلالها في مقابل الخدمة العسكرية.
وكما هو شأن القبائل الصغيرة التي لا تستطيع تقديم العون
لممثلي الحكم القائم، فإن قبيلة المنابهة كانت مضطرة الى تغيير ولائها والتنكر له،
والانضمام الى حلف آخر حسب الظروف، اتقاء لنقمة الطرف المنتصر، وهذا ما أكده
المؤرخ محمد الضُّعيّف الرباطي، وابن عساكر الشفشاوني، وهو يتحدث عن السلطان محمد
الشيخ السعدي المتوفى سنة 1578م قائلا : أخبرني الوزير المعظم أبوعبدالله بن
الأمير عبدالقادر بن السلطان محمد الشيخ السعدي، قال : لما غدرت قبيلة المنابهة
بجدي السلطان المذكور وأنجاه الله من غدرهم، عرف الشيخ أبا محمد بذلك.
وفي عهد الدولة العلوية لم يحدث للمنابهة أي شيء يذكر
بالنظر الى قدرتها في الارتقاء الى مصاف القبائل التي كانت الدولة تنشد ولاءها،
وقد كتب نفس المؤرخ عن حركة السلطان مولاي سليمان العلوي من فاس الى مراكش في سنة
1797م، حيث لا ذكر للمنابهة بين القبائل التي هبت لاستقبال موكب السلطان عند حلوله
بمنطقة الحوز بجيش تعداده 11000 جندي، بعد أن تلقته قبائل الرحامنة والسراغنة
ودكالة وعبدة واحمر وغيرهم.
على أن هذا لا يمنع المنابهة مثل باقي القبائل المناوئة
للسلطان مولاي سليمان مما اضطره الى مواجهتهم، وبخاصة مزاحمه الأمير مولاي هشام،
من التصدي الى القوافل المارة من ترابها، وهذا ما نفهمه عند المؤرخ محمد الضعيف في
قوله : ثم إن الغازي نهبته المنابهة وردوا الرؤوس الذين وجههم السلطان مولاي
اليزيد للغرب لمراكش، ودفنوا بجامع الفنا وأخذوا للغازي نحو 17 بغلة حاملة من
الدخائر والنفائش، و 7000 مثقال ذهب والمظل، و 6 من الخيل كادة، وسلاح مولانا
اليزيد ومكاحل وسيوف.
وفي عهد السلطان مولاي عبدالرحمن بن هشام، عاد الهدوء
الى منطقة الحوز ، لاسيما بعد أن تمكن السلطان من القضاء على تمرد فرقة كيش
الاوداية بفاس وضاحيتها سنة 1831م من جهة، وأتباع زاوية الولي سيدي عبدالله بن
ساسي بزعامة رئيسها المهدي الشرادي سنة 1827م، واغتنم السلطان فرصة وجوده في
المنطقة لإعادة النظر في تركيبة فرق الكيش بقصبة منشية مراكش، وضبط قوائم أسماء
القبائل المساهمة في تزويدها بالرجال، وهكذا انفتح لقبيلة المنابهة باب الانخراط
في الجيش النظامي، وصار قيادها يكلفون بمهام التسخير وخفر المواكب والقوافل
المخزنية والوقوف على زراعة الأراضي المخزنية وجني ثمارها ومحاصيلها، وحراسة
الأماكن الحساسة داخل وخارج مراكش ، وخاصة في إدالات وقصبات سوس والسواحل
الصحراوية، مما جعل طبقة في المجتمع المنابهي تبرز بقوة في الأوساط المخزنية، وهذا
ما تشهد عليه وثيقة مؤرخة في 1876م حول عدد فرق كيش أهل سوس بقصبة منشية مراكش
والذي بلغ 22 فرقة، فضلا عن التي تعمل داخل القصر في (الحناطي) ومن بينها المنابهة
الى جانب قبائل الرحالة وزمران والمحاميد وشتوكة أهل أسرير.
هذا وقد تعاقبت على قيادة قبيلة المنابهة في القرن 19م
أفراد من أسرة الوزير المهدي بن العربي المنبهي، حيث تولى كل من والده العربي بن محمد
المنبهي وعمه حميدة بن محمد، وابنه عياد بن حميدة، والوزير نفسه قبل أن يصبح وزيرا
للحربية المغربية في مطلع القرن 20م، علاوة على قيادة حملات عسكرية، أو قوافل
مخزنية المتجهة الى الحوز وسوس وتادلة، وعلى تكليفهم بأمور سجن مصباح بمراكش،
وممثل عن باشا قصبة منشية مراكش، الأمر الذي يعني أن كيش المنابهة ورؤساؤه كانوا
يحظون بثقة المخزن.
---------------------------------
المصدر : مقال الباحث مصطفى الشابي من معلمة المغرب
=====================================ومن الأعلام المنتسبين أصلا لهذه القبيلة
-----------------------------------------
القائد حيدا بن مايس
قائد كبير أصله من الصحراء، وينتمي الى أولاد برحيل من
قبيلة المنابهة، وتربى في الإغارات على الآخرين، فاستطاع أن يجعل مكانته بين
أمثاله في رأس الواد بسوس، وربط علاقاته بأسرتين كبيرتين ماديا ومعنويا، حيث تزوج
بسيدة تدعى إزى بنت بيروك من عائلة باهباز الشهيرة، كما زوج حيدا بنته لمحمد بن
الحسن بن حماد من عائلة المجد والكرم، وكان حيدا نفسه رجل الكريهة المغوار المدافع
والمهاجم، وكان أهلا للقيادة بالنسبة للمخزن المغربي، وقد ذكره المؤرخون تارة
بالتقدير وتارة بالتحقير، بسبب تصرفاته ومغامراته في ظروفه، مثل الحاحي والكلاوي
والكنتافي، وهو آخر من التحق بالشيخ أحمد الهيبة بن ماء العينين في استعداته لحرب
الاحتلال بتيزنيت، لتقديره للموقف الصعب، وفرح به الجميع حتى قال له الهيبة : (إنك
با حيدة منذ الآن والدي وأمري كله بيدك)، وعينه كبير المحلة عند خروجهم من تيزنيت
الى مراكش، وأسند له تنظيم المحلة حيث قسمها الى 14 منزلة، ومن نصائحه الحكيمة أن
أوعز الى الهبة بالقبض على قادة الحوز غدرا قائلا له : (تغذى بهؤلاء قبل أن يتعشوا
بك)، لعلمه أنهم لا ثقة في إخلاصهم للهيبة، لكن طيبوبة الهيبة أبت حيث رد عليه:
(أمان الله عليهم هم مسلمون وما كنت لأغدر المسلمين)، فالتمس حيدا لنفسه مخرجا
آخر، فاتصل بجانب الحماية ورجع الى داره برأس الواد بسوس ، وقلب، ظهر المجن فقاوم
الأعراب ومن إليهم، ومع ذلك راود الهيبة أن يدخل مع السلطان مولاي يوسف ويخضع
للدولة الحامية، ولما رفض الهيبة، ورأى رأس الباشا كابا المقتول (من طرف جيش
الهيبة) معلقا بأسارك في تارودانت، أعلن الحرب على خصومه، وأيدته حكومة الحماية
بعد فراقه الهيبة بإخراج الأعراب (أصحاب الهيبة) من المدينة، وأصبح رأس رمح
الفرنسيين ضد الهيبة، باعتباره عميدهم الوحيد في رأس الواد، وساعده في ذلك أن قادة
الحوز انضموا الى الحماية، وكذلك القائد الجراري بضواحي تيزنيت، حتى إن أصحاب حيدة
قتلوا الوسيط الذي بعثه محمد بن الحسن بن يعيش حاجب السلطان الى الهيبة، فوصف
بالغدار، كما كاتب قائد ماسة الحاج محمد بأغبالو يستميله الى المخزن المركزي وينفر
قبائل أزغار من الهيبة، واستطاع بذلك أن يخرج الهيبة من تارودانت ويصبح هو باشا
المدينة، وكان يخرج منها الحركات الى أشتوكن، ويقودها بنفسه حتى أنه جرح في معركته
ضد القائد الناجم الاخصاصي، ومن دهاء حيدة استغلاله لما صدر من الهيبة تجاه قادة
سوس الذين فتك بهم كالقائد سعيد المجاطي والقائد عبدالسلام الجراري بتيزنيت
والباشا كابا بتارودانت والعلامة سيدي محمد أوعبو بأشتوكن، وكان عليه أن يأخذ
بمشورة حيدة بقتل قادة حوز مراكش أولا، فصار الناس يقولون : (هكذا رجع الهيبة من
الحوز فاتكا بالقادة الصغار وتورع في مراكش عن الفتك بالقادة العظام) كما قيل في
المعسول : تورع عن ذبح الأكباش الكبار، ثم رجع أخيرا الى ذبح الخرفان الصغار)،
فاختلطت الأحداث وأصبح سوس مسرحا للصراعات، واحتل حيدة جميع قبائل أشتوكن السهلية،
وأتبعها بقبيلة المعدر ثم أزغار، وسلط على الناس مغارم باهضة، وكان الحرب العالمية
الأولى فإذا بغواصة ألمانية تظهر بسواحل قبيلة أيت إخلف بأيت باعمران ، وهنا فضلت
الحماية قوة حيدة على قوة ابن دحان فحل محله بتيزنيت، يجر وراءه قوات عظيمة، غزا
بها دار القائد المدني الاخصاصي، كما صالحه القائد أبو الطعام الرخاوي، وأشرف
بقواته على أراضي أيت باعمران وكان معه القبطان جوستينار ، واشتد تخوف الحماية من
اتصال الهيبة بالألمان ، فقررت احتلال بلاد أيت باعمران قبل أن تدخلها ألمانيا،
فنم إسناد حرب أيت باعمران الى القائد حيدة، وهناك لقي مصرعه في معركة ايكلفان سنة
1917م، أمام مقاومة أيت باعمران وما والاهم، وذهبت محلته الكبيرة كلها غنيمة
للمقاومين وقطع رأسه وحمل الى الهيبة في ملجإه بجبل كردوس ، ثم ألحق بجثته ودفن
أمام صريح سيدي عبدالرحمن بتيزنيت.
المصدر : المعلمة – ذ/ الحسين جهادي-----------------------------------------
المهدي بن العربي المنبهي
الوزير
المغربي والقائد العسكري في عهد السلطان مولاي عبدالعزيز العلوي، حيث كان يشغل
وزير الحربية أو ما يعرف
بلغة المخزن قديما - العلاف الكبير، طفا على ساحة الأحداث الوطنية إبان عهد
السلطان المولى الحسن الأول، ثم ارتقى في عصر خلفه المولى عبد العزيز ليصبح وزيرًا
للحربية، وقد تضاربت أقوال مؤرخيه بين منوه وقادح، توفي بمدينة طنجة عام 1356 هـ
موافق 1939م، ودفن فيها
أنظر
ترجمته في إتحاف المطالع لابن سودة، معلمة المغرب وموسوعة أعلام المغرب
قال
عنه المؤرخ: بعد وفاة الصدر الأعظم باحماد بن موسى البخاري المعروف سنة 1900م سارع
السلطان الشاب المولى عبد العزيز العلوي إلى إعادة ترتيب صفوف المخزن، وأبرز من
ظهر خلال هذه المرحلة المهدي بن العربي المنبهي الذي تولى منصب وزير الحرب الذي
كان شاغرا بعد وفاة السيد سعيد بن موسى، وقد كان سنه لا يتعدى 24 سنة، فأحدث هذا
التعيين استياء في الأوساط المغربية، لأنه كان رجل أمي بدوي لا مسيس له بالسياسة
ولا أمور المملكة، وبسببه انحطت المملكة عن قدرها الرفيع، وانهار سدها المنيع،
ولحقها من الضياع والهضم ما لا تفي بشرحه الأقلام، ولا ينسى بطول وتكرار الأيام
وسلبها من أموالها، وسعى في إيقاد نار فتنتها وأهوالها
وقد
كان المنبهي واحدا من صنائع با حماد، وبفضله وصل إلى منصب وزير الحرب لكن رغم ذلك
أول شيء قام به المنبهي هو طرد وتشريد كل أفراد أسرة باحماد وكذا حيازة كل
ممتلكاته ودوره
وأصبح
المنبهي رفيقا حيويا ومستشارا للسلطان المولى عبد العزيز في القضايا الصعبة
للدولة، رغم أنها لا تدخل ضمن اختصاصاته لهذا لم يكن محط رضا الوزراء الذين أصبحوا
مهمشين، وأصبحت القرارات تصدر دون استشارتهم، وقد رفعوا شكواهم إلى السلطان حول
هذا الأمر فرد عليهم السلطان بقوله: أرى أنكم على صواب، حين فكرتم بهذه الطريقة
وأخبرتموني بما يروج في بالكم وسأعمل على الحد من نفوذ هذا الذي يزعجكم، لكن
السلطان المولى عبد العزيز لم يعرهما اهتماما وبقي المنبهي مرافقا للسلطان، وبفضل
هذه المكانة حصل على أموال في مدة قليلة ما علمت أحدا حصلها في وقتنا
ولا فيما قبله بكثير، فهو بحر لا ساحل له في المال، فلا تشبه به اليوم في المغرب
أحدا، وأما الزروع فكان عنده منها ما لا يجمعه ديوان، لأنه كان مكلفا بزروع المخزن
بالحوز وسواقيه ومياهه، فازداد بذلك ملكا على ملك، وحاز الجميع لنفسه حتى افتقرت
المملكة للكيل" حسب قول بوعشرين، وبحيازته لهذه الثروة الطائلة من خلال
استيلائه على أموال الدولة، دبر حيلة مشاها على المخزن وذهب سفيرا إلى إنجلترا
وألمانيا فأودع بهما الأموال التي نهبها من المغرب، وبقي بهذه السفارة مدة أطول
مما كان متوقع منها فعزله السلطان المولى عبد العزيز ولما عاد إلى المغرب ذهب في
سنة 1903م إلى الحج وحصل هناك على الحماية الإنجليزية من طرف المفوض الإنجليزي
بطنجة أرثور نيكولسن، وبعد عودته من الحج استقر بطنجة، وعوضه في منصب وزير الحرب
السيد محمد الجباص السفياني الفاسي – منقول بتصرف للفائدة
المنبهي سفير للمغرب لدى انجلترا
المنبهي يسلم اوراق الاعتماد للعاهل الانجليزي
سنة 1901
*
* * *
-------------------------
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire