تعريف قبيلة أيت المعدر

* * *

قبيلة أيت المعـدر

----------------------------------
قبيلة سوسية تقطن في مجال سهلي يدعى أزغار جنوب وادي والغاس (ماسة) حتى مشارف مدينة تيزنيت، مع تمركز في دير الأطلس الصغير الغربي في نقطة العبور الرئيسية التي يمكن الوصول عبرها الى ماسة ثم أكادير فالصويرة.

يحد قبيلة المعدر شمالا قبيلة ماسة وقبائل أشتوكن، وشرقا قبائل إداوباعقيل وإداورسموكت، وجنوبا قبيلة أولاد جرار وغربا أولاد نومر والخنابيب.

تنقسم قبيلة المعدر الى أربعة وحدات رئيسية وهي:

إيغبا – إيبزاتن – أيت أوشريف – إيعباسن.

وما يتوفر عليه من وثائق حول أصول القبيلة، ترجع الى القرن 12م، من عقود شراء وحكم في نازلة بخط القاضي محمد بن عبدالله آمزغر الوجاني، وإشهاد لمجموعة من الأعيان، وكلها تحسم الى حد ما في نسبة المعدريين الى قبيلة إداوسملال، وأن أراضي المعدر تعتبر محوز السملاليين الذين عمروها بأنواع العمارة بالحرث وغرس الأشجار وقلع الأحجار وحفر الآبار، وعمروا أحوازها بالحريم وسرح البهائم ولقط الهرجان وحرث البحائر وغير ذلك.

والشيء المؤكد أن هذه الحيازة تمت بشراء الأرض من أبي دميعة علي بن محمد بن احمد بن موسى السملالي زعيم ايليغ بتازروالت.

كما انضافت اليها منطقة الدشيرة بعد شرائها من بني عمر.

والواضح أن هذا السهل كان منتجعا لقبيلة إداوسملال شتاء، وأن فروعا منها قررت الاستقرار نهائيا بمنطقة المعدر والانفصال عن القبيلة الأم، خاصة بعد تراجع القوى الأعرابية والشبانات وأولاد جرار المتحكمة في المجال السهلي، إثر اندحار البرتغاليين بالسواحل وقت تكثل القبائل الجزولية حول السلطة السعدية، وهذا يؤكد أن إداوسملال لم تكن محاصرة بالموطن الأصلي الجبلي، وإنما كانت لها امتدادات مجالية في السهول المطلة على المحيط.

بيد أن الوثائق وحتى الروايات تسكت عن ذكر نوعية وطبيعة العمارة التي يحتمل أن تكون بالمنطقة، كتأكيد على عدم وجود هذا الفصيل ككيان قبلي مستقل.

إن الاسم الذي تعرف به قبيلة المعدر اليوم لم يرد في (كتاب ديوان قبائل سوس ) في العهد السعدي، كما أنها لم تذكر ضمن القبائل المحيطة بمجال تراب الخنابيب الجاورة وفق عقد الحيازة المؤرخ في 1570م.

لهذا نعتبر أن آل المعدر ليسوا الا قسما من قبيلة إداوسملال، وما تزال بعض أسماء الأعلام والأماكن تمثل جذور الانتماء الى هذا الأصل من قبيل (إمرزكان – إعباسن – تيكمي أوعروس – أيت همو )، وقد انضافت اليهم بعض المجموعات التي لم تكن منهم في الأصل، كما هو الشأن بالنسبة (أولاد نومر – الخنابيب – أيت أومريبط – أزويكا).

كما فقدوا بعض فرقهم في فترات الضعف بالهوامش المحاذية لماسة، وما زال أهل المعدر يحتفظون بحقهم في مياه السقي بوادي ماسة وهو يومان من أصل 46 يوما.

لم تسلم قبيلة المعدر من الصراعات التي تجمعها بجيرانها خاصة (أيت تيزنيت – إداوباعقيل – إداوكارسموكت) ارتباطا بالصعوبات التي تعترض مرور القوافل بتراب المعدر، إضافة الى عدم وضوح الحدود، لذلك ظلت هذه القبيلة وفية لانتمائها الأصلي، وأضحت معتمد ايليغ في أزغار في جل النزاعات التي تكون طرفا فيها.

كان تسيير شؤون قبيلة المعدر من طرف شيوخ (ايمغارن) ومن أشهرهم (الشيخ بريك نيدهمو) و (الشيخ عبدالرحمن سي عبلا) و (الشيخ أحمد نايت عدي) وكانوا من ذوي النفوذ الكبير بين إخوانهم، وعندما عبر السلطان مولاي الحسن الأول العلوي أسيف والغاس (ماسة) في اتجاه الجنوب خلال رحلته الأولى الى سوس عام 1882م، حط الرحال في منطقة (بوميا) بقبيلة المعدر، وكانت مناسبة عين السلطان خلالها الشيخ محمد بن يحيى بوارين قائدا على المعدر.

وفي سنة 1896م ساهمت القبيلة بقسط وافر في نهب محلة القبائل التي تعاضد القائد سعيد الكيلولي الحاحي، بايعاز من محمد بن الحسين الايليغي، الذي خلق جبهة رافضة لنزوح القائد الكيلولي نحو جنوب وادي والغاس ، ويبدو أن إخلاص قبيلة المعدر لايليغ، جعلها أكثر من غيرها عرضة لسياسة انتقامية من لدن القائد المخزني والقبائل المساندة له خاصة أيت تيزنيت وايداوباعقيل، وهذا ما أرغم المعدريين على الرحيل والاحتماء بالجبال نافضين أيديهم وطالبين النجاة بأنفسهم، وهكذا تم اكتساح أراضي المعدر بشكل عنيف، وانقض أهل تيزنيت وباعقيلة يأكلون من أهل المعدر ورسموكة في الطرق ويخربون بيوتهم وينزعون دفوفهم، فلا تسأل عمن هلك في الطرق بالسهوم من عجائز وصبيان، ولم تتم مهادنتهم الا بعد أدائهم غرامة باهظة.

وكانت قبيلة المعدر في عداد القبائل التي عاضدت الشيخ أحمد الهيبة بن ماء العينين، وخضعت للإحتلال الفرنسي مبكرا سنة 1913م، لدواعي أمنية حمائية لقواتها وكون أراضيها ممرا رئيسيا نحو تيزنيت.

كما اضطلعت المعدر بدور ديني ضمن الخريطة الدينية للقطر السوسي، ووجود مزارات وأضرحة لصلحاء منهم : (سيدي الحاج محمد) و (سيدي محمد أوفقير عبلا) و (سيدي مسعود) و (سيدي عبدالله أوسعيد) و (سيدي ابراهيم أو سعيد) و (سيدي بلخير).

كما تحتضن قبيلة المعدر مقر الزاوية الدرقاوية، حيث مشهد (الشيخ سعيد بن همو المعدري) وبفضله انتشرت وتسربت الى باقي المناطق السوسية، فمن هو هذا الصالح الصوفي :

----------------------

سيدي سعيد بن همو المعدري : 

من كبار شيوخ التصوف الدرقاوي بسوس ، ينتمي الى أسرة شريفة بقبيلة المعدر، نشأ في شبابه شغوفا باللهو ومقبلا على الرعي بعد تعثره الدراسي، الى أن لقيه أحد صلحاء قبيلته يدعى (بوتوميت) والذي كان له الدور الحاسم في تغيير منحى حياته، ثم انقطع مع صاحب له للصلاة والعبادة بداره في المعدر، واتصل بالصالح سيدي ابراهيم الولياضي المتوفى سنة 1833م، فلقنه الذكر الناصري السائد آنذاك في سوس ، ثم اتصل أيضا بأشتوكن بالشيخ الحاج محمد بوتكلاي الهشتوكي البلفاعي، وهو الذي لقنه الذكر الدرقاوي، ثم رحل الى مراكش عند الشيخ احمد بن عبدالله المراكشي(مريد الشيخ العربي الدرقاوي)، ووجد فيه ضالته وصحبه واختص به، حتى عينه خلفا له ووارثا لسره، وأوصاه بتأسيس زاوية في وسط سوس ، لهذا وقع اختياره في أرض أشتوكن، وكان من مظاهر زهده أنه كان يتقوت مما تزرعه يده، ولا يأبه بالعطايا والصدقات التي تفد على زاويته، وكان لباسه لا يتجاوز قميصا من الصوف الغليظ ورداء عليه ويعتم مع إقبال كلي على العبادة والذكر.

أحدثت طريقته الدرقاوية صدى قويا في سوس ، لكون الناس لم يتعودوا الا الطريقة الناصرية، وبقي الشيخ أوهمو بقية حياته في السياحة الصوفية بين قبائل سوس صحبة أتباعه المتجردين.

والملاحظ أنه رغم كونه أميا، فإنه كان يتمتع بتقدير واحترام العلماء، واستطاع أن يستقطب جماعة منهم أمثال (الحسن التاموديزتي) و (الحسن التملي) و (علي الإلغي – والد المختار السوسي) و (محمد بن مسعود المعدري)، وكان يصاحبهم في تجواله ويقدمهم أثناء المذاكرات العلمية أو الاستدلال من القرآن والسنة، وكانت مواعظه وأذكاره تحدث لدى مستمعيه تأثيرا عميقا بفضل صوته الرقيق المؤثر، وكانت الوفود تؤم زاويته بالمعدر ويقام فيها موسم كبير مما جعل مكانتها تتعزز وأصبحت حرمة يأمن قاصدها ولا تمتد اليه يد بطش.

وكانت تربيته الصوفية تتميز بالازدواجية، حيث كان يلقن الورد للمتسببين الغير المنقطعين اليه، أما المتجردين الملازمين له فيوظفهم في كل أشغال الزاوية وطقوسها الصوفية.

ومن مواقفه مع المخزن المركزي، أن قام أثناء قدوم السلطان مولاي الحسن الأول الى سوس  في حركته الأولى عام 1882م، سارع الشيخ المعدري الى ملاقاة زعيم ايليغ الحسين اوهاشم بقصد تأنيه عن مغادرة بلدته للاحتماء بالجبال، وطمأنته الى نوايا السلطان السلمية.

أما أبرز دور ديني قام به الشيخ المعدري هو نهوضه لشخص ادعى المهدوية بماسة، وطلب من أتباعه الرد عليه بحزم وصرامة.

وعلى غرار ما كان يضطلع به متصوفة عصره، كان الشيخ المعدري ممن نجح في التوسط بين عالمين مشهورين آنذاك وهما (الحسن التيمكيدشتي) و (الحسن التملي الايرازاني).

بقي الشيخ المعدري ملازما زيارة شيخه احمد بن عبدالله المراكشي، ولم تفته زيارة ضريح الشيخ مولاي العربي الدرقاوي ببلاد جبالة في شمال المغرب، وكان له اتصال بابنه مولاي الطيب الدرقاوي بمراكش، وبايعاز منه قام هذا الأخير بزيارة زاويته بقبيلة المعدر .

توفي الشيخ المعدري سنة 1270هـ بقبيلة ايفران، ثم نقل جثمانه الى المعدر بعد سنتين من وفاته.

والملاحظ أنه لم يحسم في مسألة من يخلفه في القيام بأمر الفقراء، بحيث أجاب أتباعه بقوله : (إن طلعت الشمس فالكل يراها حتى الأعمى يحس بحرها في ظهره)، لهذا ترك الأمر لهم من بعده، ويبدو أن خلافا قد ظهر بين كبار مريديه وهما الحسن بن مبارك التاموديزتي، وعلي الدرقاوي (والد المختار السوسي) أفضى الى انقسام الطريقة الى قسمين، قبل أن تلتئم من جديد بعد وفاة الشيخ التاموديزتي.

وما زالت الزواية الدرقاوية المعدرية تضطلع بأدوارها الصوفية، ويشرف عليها حاليا بعض حفدة الشيخ المعدري، كما ينظم موسم سنوي بجوار ضريحه في فصل الربيع.

ألفت حول شخصية المعدري عدة مؤلفات، أبرزها ما كتبه العلامة محمد بن مسعود المعدري في كراسة جمع فيها أخباره المأثورة على ألسنة مريديه الفقراء، كما كتب عنه الحاج علي الالغي الدرقاوي كراسا ضمن فيه مناقب وكرامات الشيخ.

-----------------------------

المصدر : مقال الباحث أحمد بومزكو في معلمة المغرب.
---------------------

--==0==--

الموقع الجغرافي

--==0==--

* * *

* * *

-------------------------

فيما يلي لائحة أعلام هذه القبيلة منقولة من كتاب
المعســـولللعلامة المختار السوسي
-----------------------

القرن التاسع الهجري
عبدالله بن سعيد المعدري : صالح صوفي توفي في أواخر القرن 9 الهجري

-------------------------

القرن 13 الهجري
محمد بن موسى الاغبائي المعدري : من شرفائهم، ونزيل درن، فقيه قارئ مخرج في القراءات والعلوم

-------------------------

القرن 14 الهجري

مبارك إحيصر الدشائري المعدري
محمد بن مبارك إحيصر الدشائري المعدري : ابن السابق
احمد بن مبارك : من بني يعزى
علي بن الحاج احمد الدشائري
محمد بن الطيب الدشائري
امحمد الخنبوبي المعدري
العربي بن عبدالرحمن الخنبوبي
الحاج احمد ابن الحاج المرسي : من مرس آل عمرو
محمد بن الحاج احمد ابن الحاج المرسي : ابن السابق
احمد بن فارس
امحمد بن الحاج علي العروسي السملالي ثم المعدري
محمد بن الحاج علي العروسي السملالي ثم المعدري : أخ السابق
محمد بن امحمد بن الحاج علي العروسي السملالي ثم المعدري
علي بن امحمد بن الحاج علي العروسي السملالي ثم المعدري
سيدي ناصر بن علي الشريف
مسعود المعدري – سكنا – البراييمي – منشأ
محمد بن مسعود المعدري البراييمي : ابن سابق
احمد بن محمد بن مسعود المعدري البراييمي : ابن السابق
الطاهر بن مسعود المعدري البراييمي : عم السابق
ابراهيم بن مسعود المعدري البراييمي : عمه الثاني
علي بن مسعود المعدري البراييمي : عمه الثالث
عمر بن الحسين بن مبارك ابن الطالب يعزى الدهوزي
ابراهيم ألقسم المعدري
محمد بن محمد أغبـو
ابراهيم كرور المعدري
محمد بن امحمد بن علي بن مبارك : من بني الحسن بن يعزى السملالي المعدري
محمد بن محمد بن امحمد بن علي بن مبارك : من بني الحسن بن يعزى السملالي المعدري

امحمد بن علي بن مبارك : من بني الحسن بن يعزى السملالي المعدري : جدهم الأعلى

-------------------------------------------

0 0 0